أصغر الفاتحين


محمد بن القاسم الثقفي 

ولد محمد بن القاسم الثقفي سنة 722هـ بمدينة الطائف في أسرة معروفة، فقد كان جدّه محمد بن الحكم من كبار ثقيف.

وفي سنة 755هـ صار الحجاج بن يوسف الثقفي واليًا عامًّا على العراق والولايات الشرقية التابعة للدولة الأموية في عهد عبد الملك بن مروان، فعيّن الحجاج عمّه القاسم واليًا على مدينة البصرة، فانتقل الطفل محمد بن القاسم إلى البصرة.

نشأ محمد بن القاسم الثقفي على حياة الجندية وبرع في الفروسية، حتى أصبح من القادة المعروفين وهو لم يتجاوز بعد 17 عامًا من العمر، وقد بدت على محمد بن القاسم الثقفي أمارات النجابة والشجاعة وحسن التدبير في الحرب منذ نعومة أظفاره؛ مما جعل الحجاج بن يوسف الثقفي يعينه أميرًا على ثغر السند وهو لم يتجاوز بعد 17 عامًا من العمر، وقد بدت على محمد بن القاسم الثقفي أمارات النجابة والشجاعة وحسن التدبير في الحرب منذ نعومة أظفاره؛ مما جعل الحجاج بن يوسف الثقفي يعينه أميرًا على ثغر السند وهو لم يتجاوز 17 عامًا.

 وكان محمد بن القاسم يتصف بالتواضع الرفيع، فكان في جيشه من هو أكبر منه، فلم تجنح نفسه معهم إلى التكبر والمباهاة، ولم يكن يقطع أمرًا إلا بمشورتهم.

وقد حدث في عام (88هـ / 7077م) أن سفينة عربية كانت قادمة من جزيرة الياقوت (بلاد سيلان) وعليها نساء مسلمات، وبينما هي في طريقها إلى البصرة مارَّة بميناء الديبل ببلاد السند، استولى عليها قراصنة من السند.

وعندئذٍ كتب الحجاج إلى ملك السند يطلب منه الإفراج عن المسلمات والسفينة، ولكنه اعتذر عن ذلك؛ بحجَّة أن الذين خطفوا السفينة لصوص لا يقدر عليهم، فبعث الحجاج حملتين على الدَّيْبُل، ولكنَّ الحملتين فشلتا، بل قُتل القائدان على يد جنود السند.

 فقرر الحجاج فتح بلاد السند كلها، ووقع اختياره على محمد بن القاسم الثقفي ليقود الجيش، وجهَّزه بكل ما يحتاج إليه في ميدان القتال، وتحرَّك البطل محمد بن القاسم بجيشه المكوَّن من ستة آلاف مقاتل من العراق إلى مدينة الشِّيراز القريبة من السند في عام (90هـ / 709م)، وهناك انضمَّ إليه ستة آلاف أخرى من الجند، وانطلق محمد بن القاسم ومعه اثنا عشر ألف مقاتل إلى الشرق ووصل بهم إلى مدينة الدَّيْبُل فاقتحم أسوارها ودخلها، وبعد فتح مدينة الديبل -أحصن مدن السند- واصل محمد بن القاسم سيره، فكان لا يمر على مدينة إلا فتحها، وأقام شعائر الإسلام فيها، وأسكنها المسلمون.

 استطاع محمد بن القاسم أن يبهر الهندوس بشخصيته القوية، وقد تعجبوا من حُسن قيادته لجيش كبير وهو دون الثامنة عشر، وبالفعل أسلم عدد كبير من بدو الهنود, وانضمَّ منهم أربعة آلاف رجل يُقاتلون مع محمد بن القاسم.

ثم سار محمد بن القاسم بجيشه للمدينة تلو المدينة فاتحا منتصرا وتوَّج ذلك كله بالانتصار على داهر ملك السند، ومضى حتى وصل إلى حدود كشمير، وبذلك قامت أول دولة إسلامية عربية في بلاد السند والبنجاب، عام (96هـ/ 715م)، على يد أصغر الفاتحين  وهو القائد العظيم الشاب محمد بن القاسم الثقفي.




شاركه على جوجل بلس

عن Real0Estates

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 comments:

Post a Comment